تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أثر المجاز في فهم النصوص الموهمة للتشبيه، من خلال استعراض منهجيات التأويل المختلفة التي اعتمدتها مدارس علم الكلام، مع التركيز على القواعد البلاغية المرتبطة بهذه القضية. وجاءت الدراسة في مقدمة وأربعة محاور وخاتمة؛ حيث تناولت المقدمة أهمية الموضوع ثم جاء المحور الأول ليوضح محدودية العقل البشري في إدراك المسائل الغيبية، مبينًا أن العقل قاصر عن فهم حقيقة الذات الإلهية. أما المحور الثاني فخصص لتحليل الآيات القرآنية التي تصف الله وصفاته، موضحًا أن القرآن أتى بتعبيرات تجمع بين الفخامة والعذوبة للدلالة على عظمة الخالق وتنزيهه. وتناول المحور الثالث موقف أهل السنة والجماعة من النصوص الموهمة للتشبيه، مبينًا الفرق بين مدارسهم في التفويض ومدارس الإثبات مع تنزيه الله، كما عرض رؤية العلماء الذين يرون أن النصوص الموهمة للتشبيه تستدعي التأويل المبني على أسس بلاغية. واختتمت الدراسة بالمحور الرابع، الذي تناول دور المجاز اللغوي، لا سيما المجاز المركب أو الاستعارة التمثيلية، في تفسير هذه النصوص بطريقة تنزه الله عن مشابهة خلقه. واعتمدت الدراسة المنهج الاستقرائي والتحليلي، حيث جمعت الآراء المختلفة وناقشتها وفق القواعد البلاغية واللغوية. وخلصت الدراسة إلى أن المجاز أداة حيوية لفهم النصوص الموهمة للتشبيه، وأوصت بضرورة تعميق البحث في بلاغة القرآن الكريم للكشف عن أسراره اللغوية.